فضل الله: مصر تستطيع تحقيق من 15 إلى 20 ميدالية أولمبية بـ7 شروط
وائل سامي
أكد الدكتور محمد فضل الله، المستشار الاستراتيجي والقانوني الرياضي الدولي، والخبير الدولى فى دراسات وتقارير مستقبل الرياضة أن مصر تستحق وتستطيع أن تحقق من (١٥ - ٢٠ ميدالية أولمبية في كل دورة للألعاب الأولمبية).
وأشار فضل الله، في تصريحات عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، أن الرياضة المصرية بإمكانها تحقيق ذلك في ظل ما تحظى به من كثافة سكانية، توافر الموارد البشرية الكبيرة (تحت سن 35 سنة)، الدعم اللا محدود من القيادة السياسية نحو أهمية الممارسة الرياضية، توافر البنية التحيتة والمنشآت الرياضية شريطة الآتي:
أولاً :- عندما تتأمل جدول الترتيب العام لدورة الألعاب الأولمبية باريس - 2024، بل تتأمل الترتيب العام للدول بعد كل دورة أولمبية بصفة عامة، ستجد أنه لايوجد أى دولة أفريقية ضمن الخمسة عشرة دولة الأولى، ما يؤكد قوة المنافسة الرياضية فى دول أمريكا وآسيا وأوروبا، وضعف المنافسة الرياضية فى الدول الافريقية، مما يجب أن يدفعنا هذا إلى التركيز على اللاعبين المؤهلين من بطولات العالم للمشاركة فى دورات الألعاب الأولمبية حيث أن هذا "الأفضل والأهم"، ومنح هؤلاء اللاعبين الأولوية المطلقة فى هذا الشأن، واعطاء أولوية اقل للمؤهلين عن طريق بطولات أفريقيا واستبعاد المؤهلين عن طريق (البطاقات البيضاء او بطاقات الدعوة )، التي ترسلها الاتحادات الرياضية الدولية، فالتصنيف الرياضي وفقاً للأولويات أمر تنظيمى يخضع لكل الممارسات الرياضية العالمية. فالقضية ليست فى التأهل فى حد ذاته بل القضية كيف تأهل اللاعب، فالموضوع برمته يمثل علاقة تنظيمية ورياضية تحددها اللجان الأولمبية الوطنية مع الاتحادات الرياضية الوطنية والدولية وفقا لقواعد التأهل .
ثانياً :- التركيز على إحدى الاستراتيجيات المتفق عليها فى التخطيط الأولمبي الاستراتيجي وهى ( استراتيجية التوازن بين الكيف والكم مثل أمريكا والصين، استراتيجية الكيف وليس الكم مثل البرازيل وإيطاليا، استراتيجية الميزة التنافسية مثل كينيا وجاميكا ) فإختيار الاستراتيجيات تلك يعتمد على المعدلات الاقتصادية للدول التي ترتبط بدعم الميدالية الأولمبية، ولذلك من أفضل الاستراتيجيات التي تتوافق مع الطبيعة الاقتصادية المصرية هى (استراتيجية الكيف وليس الكم)، مع تفضيل الاولوية للألعاب الرياضية التي تمثل ميزة تنافسية، والتي حققت مصر فيها غالبية ميدالياتها الأولمبية على مر التاريخ والتي تتمثل في (الجودو، المصارعة، السلاح، التايكوندو، الخماسي الحديث، رفع الاثقال).
ثالثاً: - ترتيب الأولويات وفقا لتصنيف الألعاب الرياضية، فمن الصعب جداً تحقيق ميداليات أولمبية فى عدد من الألعاب الرياضية مثل (السباحة، الجمباز، الغطس، السباحة التوقيعية، الألعاب الشاطئية، الفروسية،،،، إلخ)، فالنجاح الأولمبي يتمثل فى كيفية رسم الهوية الرياضية للدولة من خلال ميزة تنافسية فى عدد من الألعاب الأولمبية المحددة.
رابعاً:- حتمية إدراك أن التخطيط لحصد ميدالية أولمبية يختلف تماما عن حصد ميدالية فى بطولة عالمية، ولذلك فلسفة استهداف ألعاب رياضية محددة لتحقيق "الهيمنة الأولمبية" يختلف عن فلسفة استهداف ألعاب رياضية محدده لتحقيق "الهيمنة العالمية"، يختلف تماما عن فلسفة استهداف ألعاب رياضية محدده لتحقيق "الهيمنة الأفريقية".
خامساً:- التأكيد على أن توقع الحصول على ميداليات أولمبية يكون فى بداية الإعداد للدورات الأولمبية، وليس فى نهاية الإعداد، لذلك علم إدارة التوقعات من أهم الممارسات العالمية واجبة التطبيق فى هذا الشأن.
سادساً:- أن الدعم المادى المُقدم للاتحادات الرياضية بهدف الإعداد الأولمبي يجب أن يكون من خلال عقد يُبرم يسمى عالميا (اتفاق إدارة الأداء)، إتفاق مُلزم بين وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بل والأندية الرياضية، يُحدد فيه (المعايير، المؤشرات، المهام، الأهداف، النتائج المتوقعة، وادوار ومسؤوليات الأطراف الثلاثة). فمسؤولية النجاح الأولمبى مسؤولية تضامنية وتشاركية بين اطراف المنظومة الرياضية.
سابعاً:- الإيمان الكامل بأن التخطيط الأولمبي أصبح يعتمد على فلسفات عالمية حديثة تتطلب الإمكانيات العقلية في عمليات الإدارة المؤسسية للمنظمات الرياضية بصورة تتضمن التحول المؤسسي الكامل من فكرة التطوع الى فكرة العمل المحترف، الامر الذي يُحتم علينا تأهيل الكوادر الرياضية الإدارية بالصورة التي تتوافق مع التوجهات العالمية.